الأحد، 16 أكتوبر 2016

Top of Form
أدوار المعلم في ظل تقنيات التعليم
 (تقنيات التعلم والتعليم الحديثة. الطبعة الأولى، عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.)

تحول الاهتمام من المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية التعليمية، وذلك عن طريق إشراكه في استخدام الوسائل التعليمية، والقيام بالتجارب المخبرية والميدانية بنفسه، والقيام بالدراسات المستقلة وتقويم أدائه أيضا. وهذا التغيُر لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل متدرج ومر بعدة مراحل متداخلة نوجزها في النقاط الآتية
·         دور الملقن وحشو ذهن الطالب بالمعلوماتيركز المعلم في هذا الدور على تلقين المعلومات وحشو ذهن الطالب بها، حيث كان يقدم معلومات نظرية تتعلق بالفلسفة والخيال وما وراء الطبيعة ولم يكن لها ارتباط بالواقع العلمي. ونادرا ما كانت تتضمن فائدة عملية تطبيقية.
كما انه لم يكن للطالب أي دور في العملية التعليمية باستثناء تلقيه لهذه المعلومات سواء كانت هذه المعلومات ذات معنى وفائدة بالنسبة له أم لا، وما كان على الطالب في نهاية الأمر إلا حفظها صماً بهدف استرجاعها وقت الامتحان.
·         دور الشارح للمعلوماتتطور دور المعلم بعد أن ثبت أن عملية التلقين ليس لها جدوى في تعليم الطالب، ليصبح المعلم شارحا للمعلومات ومفسرا لها، وبهذا التطور فقد سمح للطالب المساهمة في العملية التعليمية عن طريق إتاحة الفرصة له بطرح بعض الأسئلة حول المعلومات التي لا يفهمها بحيث لا يتعدى ذلك سُلطة المعلم. وبالرغم من محدودية هذه الفرصة للطالب إلا أنها ساعدته على معرفة أهمية التعلم،  وإدراك معنى المادة الدراسية وقيمتها وفائدتها.
·         دور المستخدم للوسائل التعليمية:  عُد تلقين المعلومات وشرحها للطالب ليس كافيا ما لم يستخدم بعض الوسائل التعليمية التوضيحية من صور وملصقات ومجسمات وخرائط وغيرها، ولكن دون أن يرافقها تخطيط لاستخدامها، أو معرفة الهدف من إجراءها أو حتى  توقيت استخدامها ومناسبتها للطالب.

دور المجرى للتجارب المخبريةساعد تطور العلم والمعرفة على تطور دور المعلم من الشارح للمعلومات والمستخدم للوسائل التعليمية إلى دور المجري للتجارب المخبرية والميدانية وذلك نظراً لأهمية الخبرة المنظورة المباشرة في إغناء تعلم الطالب، كما أن المعلم اخذ يفكر في إشراك الطالب بإجراء هذه التجارب بنفسه؛ بهدف إكسابه بعض المهارات العلمية المباشرة التي تفيده في الحياة.
·         دور المشرف على الدراسات والبحوث:  يُعد تغير ظروف الحياة والمجتمع، والتي على ضوئها تغير مفهوم التربية، من تزويد الطالب بالمعلومات التي تساعده على الحياة إلى تزويده بالمهارات التي تعده للحياة، فقد نشأت الحاجة إلى تطوير دور المعلم من مزود بالمعلومات إلى مُكسب الطالب المهارات العملية وأساليب البحث الذاتي التي تعده للحياة وتنمي استقلاليته وتوثق اعتماده على نفسه.   
·         دور المخطط للعملية التعليمية:  أدى  استخدام الحاسوب التعليمي في العملية التعليمية. إلى تصميم البرامج التعليمية بطريقة مدروسة تتفق وخصائص المتعلمين وما يتصفون به من استعدادات وذكاء وقدرات وميول واتجاهات وغيرها، كما أن البرامج التعليمية تراعي أنماط التعلم لدى الطلبة، وتساعدهم على تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في اقل وقت وجهد وتكلفة. وقد ظهر الوعي في أوساط المربين بان الطالب هو الذي يجب إن يستخدم الحاسوب بإشراف المعلم وبتخطيط منه.
·         دور المعلم في ظل تقنيات التعليمأدى الاستخدام الواسع للتكنولوجيا إلى تطور في العملية التعليمية، كما أثر في طريقة أداء المعلم والمتعلم في غرفة الصف، وللمعلم في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات  دور مرتبط بأربعة مجالات واسعة هي:
-   تصميم التعليم
-   توظيف التكنولوجيا .
 -   تشجيع تفاعل الطلبة
 -   تطوير التعلم الذاتي للطلبة
المجال الأول: تصميم التعليم:
        يمارس مصمم النظام التعليمي تصميم المواد المطبوعة، واستخدام التقنيات الحديثة التي أصبح لها الدور الأهم لكل معلم وخاصة لمعلمي التعليم عن بعد، وبالتالي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في كيفية عرض التعليم بطريقة ممتعة ومناسبة لمستوى  المتعلم، وإخراج المادة العلمية بأسلوب شيق وبشكل متناسق وبألوان وأشكال متناسقة،  والإلمام بكل ما هو جديد في عالم الإنترنت وخاصة في مجال التصميم للمواقع والصفحات والوسائط المتعددة بكافة أنواعها. وأشار رايجلوث إلى أن علم التصميم يحتوي على ستة مجالات تعليمية هي:
أولاً:  تحليل النظام التعليمي :
        يتضمن تحليل النظام التعليمي الآتي:
        تصنيف الأهداف التعليمية إلى مستويات مختلفة وفق التصنيفات التربوية المعروفة في التربية كتصنيف   " بلوم " وتصنيف " جانيه ".
-         تحليل المادة التعليمية إلى المهام التعليمية الرئيسية والثانوية والمتطلبات السابقة اللازمة لتعلمها.
-         تحليل خصائص الفرد المتعلم وتحديد مستوى استعداداته وقدراته وذكائه ودافعيته واتجاهاته ومهاراته …الخ.
-         تحليل البيئة التعليمية الخارجية وتحديد الإمكانيات المادية المتوفرة وغير المتوفرة والمصادر و المراجع والوسائل اللازمة للعملية التعليمية ثم تحديد الصعوبات التي قد تعترض سير العملية التعليمية.
ثانياً: تنظيم النظام التعليمي ( Instructional System Organize)
        يتعلق هذا المجال بتنظيم الآتي:
-         أهداف العملية التعليمية.
-         محتوى المادة الدراسية.
-         طرائق تدريسها ونشاطاتها.
-         طرائق تقويمها بشكل يؤدي إلى أفضل النتائج التعليمية في اقصر وقت وجهد وتكلفة مادية ويتعلق هذا المجال أيضا بوضع الخطط التعليمية سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية.  
ثالثاً: تطبيق النظام التعليمي ( Instructional Implementation  )
        وضع كافة الكوادر البشرية والأدوات والمصادر والوسائل التعليمية واستراتيجيات التعليم المختلفة بما فيها طرائق التدريس والتعزيز وإثارة الدافعية وغيرها موضع التنفيذ والتطبيق.
رابعاً: تطوير النظام التعليمي: (Instructional Development  )
        يتعلق هذا المجال بفهم وتطوير التعليم، وتحسين طرق التعليم عن طريق استخدام خطة يقدمها المصمم التعليمي حول المنهاج التعليمي الذي من شأنه إن يحقق النتائج التعليمية المرغوبة وفق شروط معينة.  
خامساً: إدارة النظام التعليمي ( Instructional Management  )
         يتعلق بضبط العملية التعليمية والتأكد من سيرها في الاتجاه الذي يحقق الأهداف التعلمية التعليمية المنشودة، ويتم ذلك عن طريق تنظيم السجلات المدرسية، والجداول، وضبط عمليات الغياب والحضور، ومراقبة النظام، وتطبيق الامتحانات المدرسية في الموعد المحدد، والإشراف على تامين كافة الوسائل والأدوات التعليمية التي تضمن سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح.  
سادساً: تقويم النظام التعليمي ( Instructional Evaluation  )
         يتعلق بالحكم على مدى تعلم الطالب وتحقيقه للأهداف التعليمية المنشودة، وتقويم العملية التعلمية التعليمية ككل، وهذا يتطلب تصميم الاختبارات والنشاطات التقويمية المختلفة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية، وبالتالي فعملية التقويم تتعلق بتحديد مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتحديد مواطن الضعف والعمل على معالجتها.

المجال الثاني: توظيف التكنولوجيا:
        حدث تغير هائل في عرض المعلومات من حيث ترميزها ونقلها. وأصبح الدور الرئيسي للمعلم يتطلب استخدام تكنولوجيا المعدات والأجهزة بفاعلية عند تقديم التعليم، وهناك على الأقل خمس تقنيات يمكن للمعلم أن يستخدمها، وهي:
-         المواد المطبوعة: البرامج التعليمية، ودليل الدروس، والمقررات الدراسية.
-         التكنولوجيا المعتمدة على الصوت ( تكنولوجيا السمعيات ): الأشرطة، والبث الإذاعي، التلفونات.
-         الرسوم الالكترونية: اللوحة الالكترونية، والفاكس.
-         تكنولوجيا الفيديوالتلفزيون التربوي، والتلفزيون العادي، والفيديو المتفاعل، وأشرطة الفيديو، وأقراص الفيديو.
-         الحاسوب وشبكاته: الحاسوب التعليمي، ومناقشات البريد الالكتروني، وشبكة الإنترنت، ومناقشات الفيديو الرقمي.
        ويتلخص دور المعلم الذي يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم في المهام الآتية:
1- دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية: Technology  Presentational Uses of      يعرض المعلم للطالب المحاضرة مستعينا بالحاسوب والشبكة العالمية والوسائل التقنية السمعية منها والبصرية؛ لإغنائها ولتوضيح ما جاء فيها من نقاط غامضة، ثم يكلف الطلبة بعد ذلك باستخدام هذه التكنولوجيا كمصادر للبحث والقيام بالمشاريع المكتبية.
2- دور المشجع على التفاعل: Interactive Use of Technology 
         يساعد المعلم الطالب على استخدام الوسائل التقنية، والتفاعل معها عن طريق تشجيعه على طرح الأسئلة والاستفسار عن نقاط تتعلق بتعلمه، وكيفية استخدام الحاسوب للحصول على المعرفة المتنوعة، وتشجيعه على الاتصال بغيره من الطلبة والمعلمين الذين يستخدمون الحاسوب عن طريق البريد الالكتروني، وشبكة الإنترنت، وتعزيز استجابته، وتزويده بمعلومات تفصيلية أو إرجاعه إلى مصادر معرفة متنوعة.
3- دور المشجع على توليد المعرفة والإبداع: Technology  Generative Use of         يشجع المعلم الطالب على استخدام الوسائل التقنية من تلقاء ذاته وعلى ابتكار وإنشاء البرامج التعليمية اللازمة لتعلمه كصفحة الويب ( Web Pages )، والقيام بكتابة الأبحاث، وإجراء المناقشات عن طريق البريد الالكتروني. كل هذا يحتاج من الطالب التعاون مع زملائه ومعلميه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق