السبت، 20 أغسطس 2016

طرق تدريس اللغة العربية واستراتيجياته

نظرة عامة

إن هذاالدرسيـتناول على أربعة دروس. يحتوي الدرس الأول على بيان مفهوم الطريقة المستخدمة في تعليم اللغة العربية وأنواعها المختلفة ثم يأتي بعد كل من الدرس التدريبات المتعلقة بموضوع الدرس .
نتاج التعلم

بعد الإنتهاء من دراسة هذه الوحدة يتمكن الدارس من:

1-   بيان مفهومالطريقة المستخدمة في تعليم اللغة العربية.
2-   توضيح أنواع الطريقة التى تستخدم في تدريس اللغة العربية.








مفهوم الطريقة

مفهوم القديم :

هو مجرد توصيل المعلومات أو الأفكار أو الثقافة إلى أذهان الطلبة. فكلمة " توصيل " تعني إيصال المعلومات من ناحية أخرى – من ناحية المعلم إلى ناحية المتعلم- دون العكس. بكلام آخرر هي الطريقة ذو اتجاه واحد.

وهذه الطريقة مرفوضة الآن باعتبار أنها سلبية تنافي عملية المشاركة بين الطرفين – بين المعلم والمتعلم – وتتعارض مع فلسفة التعليمية  الحديثة.

مفهوم الحديث:

أما مفهوم الطريقة الحديثة فهو أبعد عن ذلك حيث توجد فيه عملية المشاركة بين الطرفين – بين المعلم والمتعلم – فالتعليم والتعلم كلمتان كأنهما توأمان تأتيان معا في التدريس لا يمكن أن تبعد واحدا منهما عن الآخر.

ونجد أن التعريف المذكور للطريقة قد وافق بهذا المفهوم ولنعتمد عليه في تدريس اللغة العربية في كافة مستوياتـها.

تعريف الطريقة :

للطريقة تعاريف منها:

هي مجموعة الأساليب أو التقنيات التي يتم بواسطتها تنظيم المجال الخارجي للمتعلمين من أجل تحقيق أهداف تربوية معينة أو أنـها مجموعة من الخطة الشاملة التي يستعان بها في تحقيق الهدف التربوي المنشود.

طريقة التدريس:

ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة و متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة.

تحديد طريقة التدريس:

يتطلب تحديد الطريقة ما يـأتي:

أولاً : تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي.
ثانياً : تحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم.
ثالثاَ : تحديد أو صياغة أهداف التعلم وتختلف أهداف التعلم باختلافنوعية الطلاب
ومستواهم العقلي و المواد والوسائل المتاحة للتدريس.

وبعد تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي وتحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم وتحديد أهداف التعلم يحدد المعلم طريقة التدريس التي تتلاءم مع المادة العلمية والمستوى العقلي وميول التلاميذ وعند تحديد المعلم طريقة أو طرق التدريس لتدريس الموضوع الذي يريد تدريسه عليه أن يسأل نفسه خمسة أسئلة هي:

1- هل تحقق الطريقة أهداف التدريس ؟
2- هل تثير الطريقة انتباه الطلاب وتولد لديهم الدافعية للتعلم  ؟
3- هل تتمشى الطريقة مع مستوي النمو العقلي أو الجسمي للطلاب ؟
4-هل تحافظ الطريقة على نشاط الطلاب في أثناء التعلمبعد انتهاء الدرس ؟
5- هل تنسجم الطريقة مع المعلومات المتضمنة في الدرس ؟

إذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) أو (إلى حد ما ) فيمكن أن يقال أن الطريقة التي اختارها المعلم صالحة وإذا كانت الإجابة بـ  (  لا ) في معظم الأسئلة فإن على المعلم أن يغير من طريقته .

طرق التدريس:

الطرق في تدريس اللغات الأجنبية بما فيها اللغة العربية كثيرة ومتعددة وقد سجل بعض رجال الأساليب أن ثمة خمس عشرة طريقة من الطرق المستخدمة وسنذكر بعضها فقط من الطرق المذكور ولكل طريقة عرض وجيز عن نشأتها وملامحها الرئيسية.ويمكن تصنيف طرق التدريس وفقاَ لمدى استخدام المعلم لها وحاجته إليها إلى قسمين:

1- طرق تدريس عامة : وهي الطرق التي يحتاج معلمو جميع التخصصات إلى استخدامها.

2- طرق تدريس خاصة : وهي الطرق التي يشيع استخدامها بين معلمي تخصص معين ويندر استخدامها من قبل معلمي التخصصات الأخرى.

وفيما يلي أهم طرق التدريس العامة:

أولا: الطريقة القياسية:

وتقوم هذه الطريقة على البدء بحفظ القاعدة، ثم إتباعها بالأمثلة والشواهد المؤكدة لها والموضحة لمعناها. والأساس الذي تقوم عليه هذه الطريقة هو نظرية إنتقال أثر التدريب, كما أنـها تستهدف تحفيظ القواعد واستظهارها باعتبارها غاية في ذاتها، وليست وسيلة.
وهي صورة من صور الإستدلال حيث يكون سير التدريس من الكل إلى الجزء أي من القاعدة العامة إلى الأمثلة والحالات الفردية ، وجوهر فكرة الإستنباط هو (إذا صدق الكل فإن أجزاءه تكون صادقة ).

متى تستخدم هذه الطريقة ؟
تستخدم في تدريس القواعد العامة مثل النظريات والقوانين ، وعندما نريد تدريب الطلاب على أسلوب حل المشكلات بمختلف صورها.

الخطوات الإجرائية:

1- يعرض المعلم القاعدة العامة (قانون - نظرية - مسلمة) على الطلاب وشرح المصطلحات والعبارات المتضمنة بتلك القاعدة.

2- يعطي المعلم عدة مشكلات متنوعة (أمثلة) ويوضح كيفية استخدام القاعدة في حل تلك الأمثلة.

3- تكليف الطلاب لحل عدة مشكلات بتطبيق  القاعدة عليها.

مثال:
1- عرض القاعدة : الجملة الاسمية : تبدا بالاسم ( اسم + اسم / اسم + فعل / اسم + اسم + ضمير + اسم / اسم + حرف الجر + اسم مجرور )
ويتضمن العرض توضيح القاعدة بالرسم والوسيلة التعليمية حتى يدرك الطلاب فكرة القاعدة.
2- إعطاء الطلاب عدة أمثلة على تلك القاعدة بحيث يوضح المعلم كيفية تطبيق القاعدة العامة على هذه الأمثلة.
3- مرحلة التطبيق : يكلف المعلم طلابه بحل عدد من التمارين المتنوعة باستخدام القاعدة.

ثانيا : الطريقة الاستقرائية (الاستنباطية) :

وتقوم هذه الطريقة على البدء بالأمثلة، تشرح وتناقش، ثم تستنبط منها القاعدة. والاستقراء أسلوب من أساليب العقل في الفكر والوصول إلى المعرفة. وهو طريقة الفطرة في الكشف عن المجهول وإستبانة الغامض.

وهي أحد صور الاستدلال بحيث يكون سير التدريس من الجزئيات إلى الكل ، والإستقراء هو عملية يتم عن طريقها الوصول إلى التعميمات من خلال دراسة عدد كاف من الحالات الفردية ثم استنتاج الخاصية التي تشترك فيها هذه الحالات ثم صياغتها على صورة قانون أو نظرية.

متى تستخدم هذه الطريقة ؟
عندما يراد الوصول إلى قاعدة عامة (نظرية أو قانون).

الخطوات الإجرائية:

1- يقدم المعلم عدد من الحالات الفردية التي تشترك فيها خاصية لغوية ما.
2- يساعد المعلم الطلاب في دراسة هذه الحالات الفردية ويوجههم حتى يكتشفوا الخاصية المشتركة بين تلك الحالات الفردية.
3- يساعد المعلم طلابه على صياغة عبارة عامة تمثل تجريدا للخاصية المشتركة بين الحالات.
4- التأكد من مدى صحة ما تم التوصل إليه من تعميم بالتطبيق.

مثال :
1- اعرض على طلابك عدة الكلمات للأسماء المتنوعة (حالات فردية) ، إما بكتابتها على السبورة أوبتوزيع البطاقات أو بعرضها على الشاشة.
2- اطلب من تلاميذك توفيق بين الكلمات لتكون جملة مفيدة ثم قرائتها جهرية .
3-اطلب من تلاميذك تعميم ما توصلوا إليه وصياغة القاعدة العامة وهي (الجملة التي تبدأ بالاسم هي الجملة الاسمية ).
4- اطلب من تلاميذك تكوين جملة أخرى للتأكد من صحة القاعدة.

ثالثا : طريقة المحاضرة:

تعريفها : هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطلاب مع استخدام السبورة أحياناَ في تنظيم بعض الأفكار وتبسيطها، ويقف المتعلمون موقف المستمع الذي يتوقع في أي لحظة أن يطلب منه المعلم إعادة أو تسميع أي جزء من المادة التي ألقاها، لذا يعد المعلم في هذه الطريقة محور للعملية التعليمية.

وهذه الطريقة يرى كثير من التربويين أنـها طريقة مملة تدفع بالطلاب إلى النفور من الدرس ولكن يستطيع المعلم أن يجعل منها طريقة جيدة إذا راعا التالي:
* أن يعد المعلم الدرس إعداداَ جيداَ من جميع الجوانب.
* أن يكن الإلقاء توضيحاَ لما هو موجود في الكتاب لا إعادة له.
* أن يقسم الدرس إلى أجزاء وفقرات.
* أن يستخدم السبورة لتسجيل بعض النقاط.
* أن يستخدم ما يلزم من وسائل.
* أن يبتعد عن الإلقاء بسرعة وبصوت واطئ وأن يغير نبرة الصوت بين الحين والآخر.
* أن يتأكد من فهم الطلاب للجزء الأول من الدرس قبل الانتقال إلى الجزء الآخر.

رابعا : طريقة المناقشة:

تعريفها: هي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار شفوي خلال الموقف التدريسي ، بهدف الوصول إلى بيانات أو معلومات جديدة.

ضوابط طريقة المناقشة:

1- أن تكون الأسئلة مناسبة للأهداف ومستوى الطلاب والزمن.
2- أن تكون الأسئلة مثيرة للتفكير وليست صعبة أو تافهه.
3- أن تكون الأسئلة خالية من الأخطاء اللغوية والعلمية.
4- أن تكون الأسئلة متدرجة في الصعوبة ومباشرة.
5- أن يشارك بالمناقشة جميع الطلاب ، وأن يتاح الفرصة للطلاب لمناقشة بعضهم البعض .
6- أن يشارك المعلم في توزيع الطلاب وضبط المناقشة والتنظيم .



خامسا : طريقة الاستجواب:

تقوم هذه الطريقة على السؤال والجواب، والمدرس فيها هو المحور بوصفه الفنان المتمكن من صياغة الأسئلة، فقد قيل صياغة السؤال فن من فنون الجملية والمدرس الذي لا يحسن الاستجواب لا يحسن التدريس ... وهكذا تكون الطريقة عاملا مهما من عوامل نجاح المدرس فى اعطاء المادة لطلابه وفى توجيههم وإثارة تفكيرهم وحملهم على تعلم ما يريد أن يتعلموه.

إن من أهم الأهداف هذه الطريقة هي اختبار معلومات الطلبة سواء أكانت المعلومات حقائق أم  فهم، وحمل الطلبة على ربط خبراتهم السابقة بالدرس الجديد وإثارة الأولاع والاستطلاع وكذلك التمرين والمراجعة ومن أهدافها تنمية قوى التقدير والتميز لدى الطلبة، وضمان تنظيم المواد التعليمية والخبرات، وتوجيه انتباه الطلبة إلى العناصر المهمة فى الدرس.

إن هذه الطريقة فى الواقع تقوم على عدة عوامل منها:

1- التفكير السريع الواضح وفيها يجب أن يكون المدرس متقنا لمادة الدرس ويجب أن يكون تفكيره واضحا ومنطقيا.
2- قوة التمييز فى القيم أي أن المدرس يجب أن تكون لدية قوة تمييز بين الأسئلة المهمة وغير المهمة أو الزائدة وكذلك الأجوبة. وهذه القوة تتطلب اتقان المادة العلمية.
3- قدرة المدرس على التعبير الجيد إذ أن التعبير الواضح والمحدد هو الذي يجعل طريقة الاستجواب (السؤال والجواب) واضحة ومحددة.
4- الثقة بالنفس وفيها تتجلى شخصية المدرس فيكون سريعة البديهة شجاعا غير خائف أو مرتكب.

سادسا : الطريقة الانتقائية

ترى هذه الطريقة أن المدرس حر في اتباع الطريقة التي تلائم طلابه؛ فله الحق في استخدام هذه الطريقة، أو تلك. كما أن من حقه أن يتخيَّر من الأساليب، ما يراه مناسباً للموقف التعليمي، فهو قد يتبع أسلوبا من أساليب طريقة القواعد والترجمة، عند تعليم مهارة من مهارات اللغة، ثم يختار أسلوباً من أساليب الطريقة السمعية الشفهية في موقف آخر. وقد نبعت فلسفة هذه الطريقة من الأسباب التالية: لكل طريقة محاسنها التي تفيد في تعليم اللغة، ولا توجد طريقة مثالية تخلو من القصور، وطرائق التعليم تتكامل فيما بينها ولا تتعارض، وليس هناك طريقة تناسب جميع الأهداف والطلاب والمدرسين والبرامج. وتأتي الطريقة الانتقائية رداً على الطرق الخمسة السابقة . والافتراضات الكامنة وراء هذه الطريقة بإيجاز هي :

1_ كل طريقة في التدريس لها محاسنها ويمكن الاستفادة منها في تدريس اللغة الأجنبية
2_لا توجد طريقة مثالية تماماً أو خاطئة تماماً ولكل طريقة مزايا وعيوب وحجج لها وحجج عليها .
3_ من الممكن النظر إلى الطرق الخمسة السابقة على أساس أن بعضها يكمل البعض الآخر بدل من النظر إليها على أساس أنها متعارضة أو متناقضة . وبعبارة أخرى , من الممكن النظر إلى الطرق الخمسة على أنها متكاملة بدل من كونها متعارضة أو متنافسة أو متناقضة .
4_ لا توجد طريقة تدريس واحدة تناسب جميع الأهداف وجميع الطلاب وجميع المعلمين وجميع أنواع برامج تدريس اللغات الأجنبية .
5_ المهم في التدريس هو التركيز على المتعلم وحاجاته , وليس الولاء لطريقة تدريس معينة على حساب حاجات المتعلم .
6_ على المعلم أن يشعر أنه حر في استخدام الأساليب التي تناسب طلابه بغض النظر عن انتماء الأساليب لطرق تدريس مختلفة . إذ من الممكن أن يختار المعلم من كل طريقة الأسلوب أو الأساليب التي تناسب حاجات طلابه وتناسب الموقف التعليمي الذي يجد المعلم نفسه فيه .

سابعا :الطريقة المباشرة
تمتاز هذه الطريقة بما يلي:
 الاهتمام بمهارة الكلام، بدلاً من مهارتي القراءة والكتابة، وعدم اللجوء إلى الترجمة عند تعليم اللغة الأجنبية، مهما كانت الأسباب، وعدم تزويد الطالب بقواعد اللغة النظرية، والاكتفاء بتدريبه على قوالب اللغة وتراكيبها، والربط المباشر بين الكلمة والشيء الذي تدل عليه، واستخدام أسلوب المحاكاة والحفظ، حتى يستظهر الطلاب جملاً كثيرة باللغة الأجنبية ومما يؤخذ على هذه الطريقة: أن اهتمامها بمهارة الكلام، جعلها تهمل مهارات اللغة الأخرى، كما أن تحريمها استعمال الترجمة في التعليم (حتى عند الضرورة) يؤدي إلى ضياع الوقت، وبذل جهد كثير من المدرس والطالب، كما أنَّ الاعتماد على التدريبات النمطية، دون تزويد الطالب بقدر من الأحكام والقواعد النحوية، يحرم الطالب من إدراك حقيقة التركيب النحوي، والقاعدة التي تحكمه.
وبإيجاز فإنّ هذه الطريقة تمتاز بما يلي :
1_ تعطي الطريقة المباشرة الأولوية لمهارة الكلام بد لا من مهارة القراءة والكتابة والترجمة , على أساس أن اللغة هي الكلام بشكل أساسي .
2_ تتجنب هذه الطريقة استخدام الترجمة في تعليم اللغة الأجنبية وتعتبرها عديمة الجدوى , بل شديدة الضرر على تعليم اللغة المنشودة وتعلمها .
3_ بموجب هذه الطريقة , فإن اللغة الأم لا مكان لها في تعليم اللغة الأجنبية .
4_ تستخدم هذه الطريقة الاقتران المباشر بين الكلمة وما تدل عليه , كما تستخدم الاقتران المباشر بين الجملة والموقف الذي تستخدم فيه . ولهذا سميت الطريقة بالطريقة المباشرة .
5_ لا تستخدم هذه الطريقة الأحكام النحوية , لأن مؤيدي هذه الطريقة يرون أن هذه الأحكام لا تفيد في إكساب المهارة اللغوية المطلوبة .
6_ تستخدم هذه الطريقة أسلوب " التقليد والحفظ " حيث يستظهر الطلاب جملاً باللغة الأجنبية وأغاني ومحاورات تساعدهم على إتقان اللغة المنشودة .

ثامنا : الطريقة السمعية الشفهية / الشفوية

من أهم أسس هذه الطريقة :عرض اللغة الأجنبية على الطلاب مشافهة في البداية، أما القراءة والكتابة، فيقدمان في فترة لاحقة، ويعرضان من خلال مادة شفهية، دُرِّب الطالب عليها .ينحصر اهتمام المدرس في المرحلة الأولى في مساعدة الطلاب على إتقان النظام الصوتي والنحوي للغة الأجنبية، بشكل تلقائي. ولا يصرف اهتمام كبير في البداية لتعليم المفردات، إذ يكتفى منها بالقدر الذي يساعد الطالب على تعلم النظام الصوتي والنحوي للغة الأجنبية . وترى هذه الطريقة وضع الدارس في مواجهة اللغة، حتى يمارسها ويستخدمها. ولا مانع من اللجوء إلى الترجمة، إذا استدعى الأمر ذلك. وينبغي استعمال الوسائل السمعية والبصرية بصورة مكثفة، واستخدام أساليب متنوعة لتعليم اللغة، مثل المحاكاة والترديد والاستظهار، والتركيز على أسلوب القياس، مع التقليل من الشرح، والتحليل النحوي. وبدلا من ذلك يتم تدريب الطلاب تدريباً مركزاً على أنماط اللغة وتراكيبها النحوية . ومما يؤخذ على هذه الطريقة، الاهتمام بالكلام على حساب المهارات الأخرى، والاعتماد على القياس، دون الأحكام النحوية، والإقلال من اللجوء إلى الترجمة.

تاسعا : طريقة القواعد و الترجمة

وهي طريقة قديمة  لم ترتبط بأحد المفكرين في ميدان اللغة أو ميدان التربية. وعدما ظهرت اللغة الحديثة كان من المحتم  في المراحل الأولى أن تصمم لها طرق التدريس على أساس طرق جاهزة ومطبقة في التدريس اللغات القديمة  وهي طرق لم تستخدم من أجل اجادة عملية الأتصال. ومن ثم انتشرت الطريقة الكلاسيكية في مناطق الكثيرة.ورفضت المحاولات التي بذلت لتقديم الطرق ربما كانت أصلح وانسب لتدريس أي لغة  حية بأدبها المعاصر.
هذه طريقة تحقق في الحجرة الدراسة عن طريق  البدء بتعليم القواعد النحوية وشرحها شرحا طويلا مفصلا ومدعما بواسطة اللغة الوطنية من خلال أمثلة مختارة ومن خلال تحليل بعض القطع المنتقاة التي تبرز بعض القواعد النحوية المنضمة ويتبع في ذلك أسلوب ترجمة الجمل والعبارات من اللغة الأم الى اللغة الأجنبية.  
وعادة ما يتبع هذا الشرح والتحليل تدريب جزء  من الطلاب على كتابة الصيغ  النحوية وعلى تطبيق القواعد التي تعلموها لتركيب الجمل في اللغة الأجنبية وعلى الترجمة سلسلة من الفقرات النثرية من اللغة الوطنية الى اللغة الأجنبية. كما يتبع فى هذه الطريقة ترجمة نصوص اللغة الأجنبية الى اللغة الوطنية شفويا أو تحريريا وفى أحسن الأحوال تشرح بعض دلالات النصوص الأدبية والثقاقية وغالبا ما يتم ذلك – بسبب ضيق الوقت المخصص. بطريقة الشكلية أو ربما لايحدث اطلاقا. أما تعريف الطلاب بقواعد الربط الصحيح بين الأصوات ورموزها الشكلية في نظام كتابة اللغة الأجنبية فشيء قد يأتي عرضا ولا تتاح للدارسين  فرص للتدريب عليه الا اذا جاءت هذه الفرص أيضا عارضة في أثناء تدريبات  القراءة أو كتابة قطع الاملاء.



الاستراتيجيات

1. التعلم الإتقاني

1.1- تعريف التعلم الإتقاني
"
هو وصول التلاميذ للمستوى المطلوب والذي يحدده المعلمون، والمربون، لتعلم مادة دراسية، سواء أكانت هذه المادة الدراسية مفهوماً أو نظرية أو حقيقة أو خبرة أو قيمة أو مهارة علمية وعملية وظيفية أو اجتماعية ".

1.2- مفهوم التعلم الإتقاني:
نقصد بالتعلم الإتقاني أن يصل المتعلم إلى مستوى من التحصيل يحدد لهم سلفاً كشرط لنجاحهم في دراستهم للمنهج أو المقرر المقدم لهم. وعادة ما يكون هذا المستوى من التحصيل عالياً بحيث يمكن القول أنه يصل إلى مستوى الإتقان للمادة التعليمية.
وفي العادة يستخدم معيار لمستوى الإتقان يسمى (معيار 90%، 90%، 90%)، وهذا يعنى أن من المتوقع أن يصل 90% من التلاميذ إلى تحصيل 90% من الأهداف في 90% من الحالات عند تقويمهم.

ولكي يتمكن الطلاب من تحقيق مستوى الإتقان المطلوب، فإنه من الضروري توفير شروط في بيئة التعلم تضمن وصولهم إلى هذا المستوى، ومن ضمن هذه الشروط:
1-    تقديم التدريس الجيد وتقديم المساعدة والعلاج المناسب للتلميذ في حالة وجود أية مشكلات تعوق وصوله لمستوى الإتقان
2-    توفير الوقت الكافي لكل تلميذ للوصول إلى المستوى المطلوب للإتقان
3-    التأكد من وجود علاقة موجبة بين الوقت الذي يقضيه التلميذ في التعلم النشط وبين مستوى التحصيل المعياري.

1.3- الهدف من التعلم الإتقاني:
إن الهدف الرئيس من التعلم الإتقاني هو:
1. أن يصل التلميذ إلى مستوى من التحصيل لا يصل إليه عادة تحت ظروف التعليم السائدة في الفصول المدرسية التقليدية، وهو بذلك يقترب من التعليم الفردي من حيث أن هدف كل منهما هو زيادة تحصيل التلاميذ إلى أقصى درجة ممكنة تؤهلها لهم قدراتهم
2. أن التعلم الإتقاني حتى يصل لمستوى تحقيق الأهداف قد يعتمد في بعض مراحل تطبيقه على توفير تعليم فردي وذلك لتحقيق الحاجات الفردية للتلاميذ بحيث يمكنهم من الوصول إلى مستوى الإتقان المطلوب.
3. أن نظام التعلم الإتقاني يعتمد على استخدام عدد من المفاهيم التي تعتبر أساساً للتعليم الفردي مثل الاعتماد على استخدام المقاييس والاختبارات بصورة مكثفة ومتكررة سواء كانت اختبارات قبلية أو تشخيصية أو بعدية.




2. التعلم التعاوني :
2.1 تعريف التعلم التعاوني
التعلم التعاوني هو أسلوب تعلم يتم فيه تقسيم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة
( تضم مستويات معرفية مختلفة ) ، يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 4 6 أفراد  ، ويتعاون  تلاميذ المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مشتركة .
 2.2 ما الذي يجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً
إن التعلم التعاوني شيء أكثر من مجرد ترتيب جلوس الطلاب ، فتعيين الطلاب في مجموعات وإبلاغهم بأن يعملوا معاً لا يؤديان بالضرورة إلى عمل تعاوني ، فيمكن مثلاً أن يتنافس الطلاب حتى لو أجلسناهم بالقرب من بعضهم البعض ، وكذلك يمكن أن يتحدثوا حتى لو طلبنا إليهم أن يعمل كل منهم بمفرده ، ولذا فإن بناء الدروس على نحو يجعل الطلاب يعملون بالفعل بشكل تعاوني مع بعضهم بعضاً يتطلب فهماً للعناصر التي تجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً . ولكي يكون العمل التعاوني عملاً ناجحاً فإنه يجب على المعلمين أن يبنوا بوضوح في كل الدروس عناصر العمل التعاوني الأساسية ، وهذه العناصر هي :
1 ) الاعتماد المتبادل الإيجابي :
وهو أهم عنصر في هذه العناصر ، يجب أن يشعر الطلاب بأنهم يحتاجون لبعضهم بعضاً ، من أجل إكمال مهمة المجموعة ، ويمكن أن يكون مثل هذا الشعور من خلال :
أ - وضع أهداف مشتركة .
      ب - إعطاء مكافآت مشتركة .
      ج - المشاركة في المعلومات والمواد ( لكل مجموعة ورقة واحدة أو كل عضو يحصل على جزء من المعلومات اللازمة لأداء العمل )
       د - تعيين الأدوار
     2 ) المسؤولية الفردية والزمرية :
المجموعة التعاونية يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق أهدافها وكل عضو في المجموعة يجب أن يكون مسؤولاً عن الإسهام بنصيبه في العمل ، وتظهر المسؤولية الفردية عندما يتم تقييم أداء كل طالب وتعاد النتائج إلى المجموعة والفرد من أجل التأكد ممن هو في حاجة إلى مساعدة .
     3 ) التفاعل المباشر :
يحتاج الطلاب إلى القيام بعمل حقيقي معاً ، يعملون من خلاله على زيادة نجاح بعضهم بعضاً ، من خلال مساعدة وتشجيع بعضهم على التعلم .
    4 ) معالجة عمل المجموعة :
تحتاج المجموعات إلى تخصيص وقت محدد لمناقشة تقدمها في تحقيق أهدافها وفي حفاظها على علاقات عمل فاعلة بين الأعضاء ويستطيع المعلمون أن يبنوا مهارة معالجة عمل المجموعة من خلال تعيين مهام مثل :
أ‌)    سرد ثلاثة تصرفات على الأقل قام بها العضو وساعدت على نجاح المجموعة
ب‌)  سرد سلوك واحد يمكن إضافته لجعل المجموعة اكثر نجاحا غدا .
ويقوم المعلمون أيضاً بتفقد المجموعات وإعطائها تغذية راجعة حولتقدم الأعضاء في عملهم مع بعضهم بعضا في المجموعة كذلك العمل على مستوى الصف .

3. حل المشكلات:

3.1 تعريف حل المشكلات
يرى المربي جون ديوي أن التفكير هو الأداة الصالحة والوسيلة النافذة في معالجة المشكلات والتغلب عليها وتبسيطها وإن طريقة حل المشكلات يفترض أن تتخلل في الواقع طرائق التدريس الأخرى جميعا.

وهي أن يقوم المعلم بطرح مشكلة (حل تمرين) على طلابه وتوضيح أبعادها ، وبعد ذلك يناقش ويوجه الطلاب للخطوات والعمليات التي تقود لحل المشكلة ، وذلك بتحفيز الطلاب على التفكير واسترجاع المعلومات المرتبطة بالمشكلة ، وبعد ذلك يقوم المعلم بتقويم الحل الذي توصل إليه الطلاب.


إن هذه الطريقة تمر بثلاث مراحل هي: التقديم - التوجيه- التقويم.
ويفضل أن يقسم المعلم طلابه إلى مجموعات وذلك لمراعاة الفروق الفردية.

مثال:
دخل على الجملة الاسمية الفعل الناقص الناسخ ، فما التغيرات التي حدثت للكلمات في الجملة عقب ذلك ؟